انتهي الأسبوع الأول للدوري المصري نهايات منطقية ولا تحمل مفاجآت مدوية، وان كان توقف المسابقة في هذا التوقيت سيؤدي الي فتور جديد بين اللاعبين والكرة حتى عودتهم من جديد للمستطيل الأخضر.
وشهد الأسبوع أحداثا بارزة كثيرة منها الانطلاقة الجيدة للوافدين الجديدين الإنتاج الحربي والمنصورة اللذين حققا نتائج جيدة بالنظر للمنافس، فالأول فاز علي المصري البورسعيدي العريق بهدفين، فيما فشل الثاني في الحفاظ علي هدفيه في مرمي الإسماعيلي وتعادلا معا.
الزمالك والعودة الحميدة أمام انبي
أما الأهم علي الإطلاق هو ظهور الزمالك بقوة في بداية الدوري، بجانب الثقة التي لعب بها الفريق طوال شوطي المباراة وهو ما كان يفتقده الجمهور الأبيض سابقا خاصة أمام فريق قوي بحجم انبي الذي ظهر ضعيفا ليخالف جميع التوقعات.
وبالنظر لأداء الزمالك في تلك المباراة يجب الا تخدع البعض نتيجتها حيث لا يعد اللقاء الأول مقياسا ولكنه مؤشرا جيدا للفريق الي لعب بسرعة وأتقن التمريرات الطولية والعرضية بجانب حسن الانتشار الجيد والذي أدي للأهداف الثلاثة.
يبقي الإشارة في هذا اللقاء الي الحضور الجماهيري المتميز الذي شهده استاد المقاولون العرب والذي أعطي المباراة مذاقا حسنا حيث عاني الزمالك طوال خمس سنوات من عزوف جماهيره عن حضور لقاءاته بسبب تراجع النتائج.
أما انبي فشكل لغزا وعلامة استفهام كبيرة، فظهر الفريق الذي كان ينافس علي لقب الدوري الموسم الماضي في حالة لا تسر، فقد كان مستسلما وافتقد لاعبوه الروح ولعب بدون خطة وعشوائية في الهجوم والدفاع الذي يسأل عن الأهداف الثلاثة.
الأهلي والمحلة ضربة البداية للبدري وفرانسيس
ونأتي لمباراة الأهلي حامل لقب البطولة وغزل المحلة والتي انتهت بفوز منطقي لأصاحب الأرض والجمهور بعد مباراة من جانب واحد في اتجاه مرمي الضيوف، حيث ظهر المحلة في حالة تعد امتدادا للمواسم الأخيرة والتي كاد يسقط خلالها الي دوري المظاليم.
لعب حسام البدري بالطريقة التي ينتظر الجميع ما ستسفر عنه هذا الموسم وهي 4-4-2، وأجاد الفريق في الجانب الهجومي منها وان كان وسط الملعب يحتاج لبعض التركيز، أما الدفاع فحدث ولا حرج، فمازال الأهلي وجماهيره يضعون أيديهم علي قلوبهم مع كل هجمة للمنافس.
وظهر في تلك المباراة نجمين نتمنى ان يستمر ارتفاع مؤشر أدائهما وهما المهاجم الليبيري فرانسيس دفوركي والحارس الصاعد احمد عادل، فالأول مزعج ومتحرك وباللغة الكرة "هجام"، حيث يشارك في كل كرة ويجيد التحرك بجانب تفوقه في كل مباراة جانبيه "واحد علي واحد".
أما احمد عادل فقد لفت الأنظار في آخر ربع ساعة من اللقاء، وزاد عن مرماه ببسالة في التصدي للفرص القليلة التي سنحت للمحلة بالرغم من ان الأخير ظهر لا حول له ولا قوة، ولكن الفرص كانت اغلبها أهدافا مؤكدة وهو ما أعطي الثقة لأحمد عادل.
الإسماعيلي يفلت من فخ منصورة الشوط الواحد
فاجأ المنصورة الجميع ونزل ارض الملعب كالثور الهائج، فواجه فريقا مترنحا ولعب اغلب عناصره وهم في حالة تثاؤب وسرحان غريبة، واستطاع أبناء الدقهلية ان يتفوقوا لعبا ونتيجة وصدموا الدراويش بهدفين في ثلث ساعة وسط ذهول الجميع.
والحق يقال ان عصام الحضري لا يسأل عن الهدفين، حيث غاب الدفاع وأساء الجميع التغطية وسط حماس غير عادي للمنصورة، لينقلب الحال بشكل غريب في الشوط الثاني ويتراجع المنصورة بلا مبرر علي الرغم من استمرار الإسماعيلي علي طريقة 4-4-2 التي لم يستوعبها الفريق حتى الآن.
وتمكن بالفعل الإسماعيلي من التعادل وكاد يخطف الفوز أيضا لولا سوء الحظ الغريب وعدم التوفيق الذي لازم مهاجمه محمد محسن ابوجريشة الذي كان يقوم بالتنشين في العارضة.
بتروجيت والاتحاد والبداية المعتادة
دائما ما يبدأ بتروجيت الدوري بقوة ويسعى لجمع اكبر عدد من النقاط، وهو ما حديث الموسم الماضي وتقول المؤشرات انه سيكررها هذا الموسم، فيما أصبح الاتحاد السكندري لغزا كبيرا، حيث لا يري احد سلبياته علي مر أربع مواسم يعاني فيها الفريق من شبح الهبوط وتراجع المستوي والنتائج.
تقدم الاتحاد بهدف وتفاءل الجميع خيرا، إلا ان الطابع دائما غلاب، فتراجع الفريق من جديد وأعطي الفرصة لبتروجيت ان يصول ويجول في الملعب ويسجل ثلاثة أهداف كان بطلها السيد حمدي الذي سجل اثنين وأضاع مثلهما.
ويعتبر بتروجيت أفضل فرق الدوري خلال الأسبوع الأول مع الزمالك، فقد ظهر الفريق البترولي وكأنه مارد يغضب حينما يتعرض له احد، فكان جزاء الاتحاد ثلاثة أهداف مع الرأفة بجانب ضغط بتروجيت من جميع الاتجاهات وكأنها حرب متاح فيها استخدام جميع الأسلحة.
الإنتاج الحربي بدأ كتابة تاريخه علي حساب المصري
أولي مفاجآت الدوري كانت فوز الإنتاج الحربي الوافد الجديد الي دوري الأضواء علي الفريق المصري صاحب الشعبية واحد اعرق الأندية بهدفين نظيفين، وان كانت المفاجأة ليست في النتيجة بل في الأداء المتراخي الذي ظهر عليه المصري.
وألقت المشاكل التي يمر بها النادي البورسعيدي بظلالها علي كل شيء في الفريق، فلا جهاز فني يوجه او يجيد التعامل مع المباراة ولا لاعبين أصحاب روح وحماس وهو ما كان يميز البورسعيدية طوال تاريخهم.
الحرس والشرطة والمقاولون والجيش علي خط واحد
ويبدو ان الحرس دائما ما يتأثر بأداء ونتائج فريق انبي، فقد ظهرا في الدوري سويا، ويعلو مستواهما سويا، وينخفض أيضا سويا، وحدث هذا في الأسبوع الأول بعد الظهور غير المرضي لهما، فخسر انبي وأدي الحرس مباراة ضعيفة أمام اتحاد الشرطة وتعادل علي أرضه واكتفي بنقطة.
ونفس الحال بالنسبة للمقاولون وطلائع الجيش، فالتعادل كان سيد الموقف بعد فشل ابناء عثمان احمد عثمان في الحفاظ علي التقدم والظفر بالنقاط الثلاثة.
بترول أسيوط والجونة وسؤال لاتحاد الكرة
كيف لفريق ان يكون في الدوري الممتاز وهناك ملاعب بهذا السوء؟ هذا هو السؤال الذي يجب ان يوجهه كل من يذهب الي أسيوط لمواجهة فريق البترول الي اتحاد الكرة، فالملعب أشبه بالحقل ولا تنتهي هجمة نهاية طبيعية وكاملة، فطوال اللقاء الكرة لم تكن علي الأرض وكأنها بالون.
وسيعاني كل فرق الدوري وأولها الفرق المتنافسة علي اللقب هذا الموسم من تلك المباراة التي يجب ان يحسب لها ألف حساب لما لأرضية الملعب من تأثير، وهو ما عاني منه الجونة الذي تمكن من خطف هدف لم يهنأ به سوي دقيقة.
معدل أهداف عال في الأسبوع الأول
سجلت فرق الدوري الستة عشر هذا الأسبوع 22 هدفا، أي بمعدل 3 أهداف في المباراة وهو معدل جيد بالمقارنة مع الأسبوع الأول من الموسم الماضي الذي سجل خلاله 19 هدفا فقط.
ثلاث مباريات انتهت بتسجيل أربعة أهداف وهو اعلي نتيجة هذا الأسبوع، حيث فاز الزمالك علي انبي 3-1، وبتروجيت علي الاتحاد بنفس النتيجة، فيما تعادل المنصورة والإسماعيلي 2-2.
مع نهاية الأسبوع الأول تصدر السيد حمدي نجم بتروجيت والمنضم حديثا لمنتخب مصر قائمة هدافي المسابقة برصيد هدفين، فيما احتسبت ركلتي جزاء سجل بابا اركو للطلائع واحدة وأهدر يوسف عبدالرحيم الأخرى للاتحاد