** قصص الأنبيــــــاء **
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على المبعوث رحمة للعالمين
و على آله و صحبه و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
وعلى بركة الله نبدأ مع أول نبي وهو :
"آدم عليه السلام وهو أول الرسل عليهم السلام "
خلق الله السماوات والأرض في سبعة أيام ثم استوى على العرش. و شاءت إرادة الله أن يخلق آدم خليفة للأرض يقوم بتعميرها وإعلاء اسم الله عليها. فخشيت الملائكة من أن خلق آدم كان بسبب تقصير منهم لذلك قالوا :- انا هنا يا ربنا دائبون على تسبيحك و تهليلك فلما تخلق يا ربنا غيرنا؟ فلعل هؤلاء الذين تستخلفهم في الأرض يقومون بما لا يرضيك من سفك الدماء و نشر الفساد ( أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك و نقدس لك ) (البقرة 30) فرد عليهم برد أثلج صدورهم ( إني اعلم ما لا تعلمون) (البقرة 30) فالله لا يخلق شيئا إلا لحكمة و بما أنه خالقه فهو أعلم به. ( فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين ) الحجر 29
بعد أن خلق الله آدم أمر الملائكة أن يسجدوا له فخروا له ساجدين إلا إبليس أبى وأستكبر و كان من الكافرين. توجه الله بالسؤال لإبليس فقال:- ( قال يا إبليس مالك ألا تكون مع الساجدين "؟ (الحجر 32) زعم إبليس أنه أفضل خلقة من آدم لأنه خلق من نار وآدم قد خلق من تراب، ولذا فهو الأرقى ولا يستحق آدم بذلك أن يسجد له، وهكذا قد جهر إبليس بالعصيان فعاقبه الله بأن أخرجه من الجنة وحلت عليه اللعنة إلى يوم الدين، فتوجه إبليس إلى ربه وطلب منه أن يمهله إلى يوم القيامة و يطيل في عمره فرد الله عليه " فانك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم " الحجر 37، 38
لم يحمد إبليس ربه على هذه النعمة بل قال " فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم " (الأعراف 16) حتى يوقع بهم ( ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين) (الأعراف 17) طرد الله إبليس من رحمته و صرح له بعمل ما يشاء في طريق الشر و (استفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك و شاركهم في الأموال والأولاد ).(الإسراء:64) أما عبادي الصالحين فليس لك عليهم من سلطان
سجد الملائكة لآدم و أقروا أنه خير مقاما منهم علم الله آدم الأسماء كلها وأفاض الله عليه من علمه ثم عرض تلك المخلوقات على الملائكة قائلا ( أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين) (البقرة 31 ). ليبين لهم مدى عجزهم و أن آدم أحق بالخلافة. و فعلا عجز الملائكة عن الجواب واعترفوا بجهلهم ( وقالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم ) (البقرة 32 ) فأمر الله آدم أن ينبأ الملائكة بما لم يتمكنوا من معرفته و ناداهم قائلا: ( ألم أقل لكم إني أعلم غيب السموات و الأرض وأعلم ما تبدون و ما كنتم تكتمون ) (البقرة 33 )عندها أدركوا مدى حكمة الخالق. ثم أدخل الله آدم و زوجه الجنة على أن يخلدا فيها إن استمرا في طاعته وإن عصياه فالنار مثواهما وصرح لهما بالأكل من أشجار الجنة كلها ما عدا شجرة حرم عليهما ثمرها. عاش آدم و زوجه فترة من الزمن عيشة هنيئة غير أن إبليس كان يفكر في حيلة ليبعد آدم وزوجه عن الجنة فقرر أن يوسوس لهما بالأكل من الشجرة التي نهيا عنها فقال " ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين " (الأعراف20) , ولما وجد الصد منهما حاول أن يبين لهما أنه لا يريد أن يضرهما و ضل يغريهما بريح الشجرة و لونها وطعمها حتى أوقعهما في الفخ (وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطن لكما عدو مبين) (الأعراف22) فاستغفرا ربهما وأيقنا بظلمهما لأنفسهما أنه إذا لم يغفر لهما الله فسيكونون من الخاسرين. (قال اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين ) الأعراف24
ارتاحت نفسيهما لرضى الله وصفحه عنهما ولكن كان جزاؤهم أن يهبطوا إلى الأرض و حذرهما ربهما مرة أخرى من العداوة التي يكنها إبليس لبني البشر و أنها قائمة إلى يوم الدين. وهكذا سير الله لهما طريقا في الحياة وأخبرهما أن وقت النعيم الدائم قد انتهى وأن هناك طريقين ( هدى وضلال، وإيمان وكفر) و أن من سلك الصراط المستقيم فله الجنة و من سمع وساوس الشيطان و ضل عن الصراط المستقيم فهو في نار جهنم خالدا فيها0